عيد نوروز.. يوم تولد الطبيعة به من جديد وتتجدد الحياة

يحتفل الكُرد في سوريا بعيد نوروز في 21 آذار/مارس من كل عام، وهو اليوم الذي يمثل الاعتدال الربيعي، حيث يحتشد فيه المئات في مناطق متعددة في الشمال السوري على أنغام أغاني الفلكلور الكردي والدبكات الشعبية، مرتدين الأزياء التقليدية.
تعريف بـ نوروز
نوروز اسم مركب يتكون من كلمتي “نوى” و”روز” ويعني يوماً جديداً، وتختلف كتابة الكلمة (نوفروز أو نافروز أو نووروز أو نيفروز أو ناوريز) ولفظها باختلاف البلدان، وهو من أهم الأعياد لدى أبناء القومية الكردية، ويعدّونه يوم رأس السنة، التي وصلت إلى عام 2634، ويمثل “الحد الفاصل بين الشتاء والربيع.
ويحتفل ما يزيد على 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بعيد نوروز، باعتباره بداية العام الجديد، وبحسب موقع الأمم المتحدة فإن الاحتفال به قائم منذ أكثر من 3000 سنة في آسيا الوسطى والبلقان وحوض البحر الأسود والشرق الأوسط والقوقاز وفي مناطق أخرى.
طقوس الاحتفال به
ومن التقاليد الدارجة في هذا العيد، هي الاجتماع حول “المائدة” المزينة بأشياء ترمز إلى النقاء والإشراق وسبل العيش والثروة، للاستمتاع بتناول وجبة خاصة مع الأحبة، كما تُرتدى الملابس الجديدة، ويقوم الأقارب بالتزاور فيما بينهم لا سيما كبار السن والجيران.
ويجري في هذا السياق تبادل الهدايا، لا سيما الهدايا المخصصة للأطفال، ومنها ما يتولى الحرفيون صنعه.
وتصل الاحتفالات إلى الشوارع حيث تُمارس عروض الرقص والغناء، كما تجري مراسم عامة يستخدم فيها الماء والنار، إضافة إلى أنشطة رياضية تقليدية وعمل مصنوعات يدوية.
https://www.youtube.com/watch?v=zLi7Q55Cr_8&t=3s
أساطير حول العيد
وعن أصل النشأة يرى باحثون أكراد أن المناسبة تعود إلى قرابة 700 عام قبل الميلاد، وترتبط بقصة البطل الكردي كاوه الحداد الذي انتصر على ملك شرير وظالم يدعى زهاك ويعرف بالعربية بالتنين.
وتحكي الروايات أن زهاك كان يملك أفعى تتغذى على أدمغة الأطفال، وحينئذ سلب 15 طفلاً من أطفال الحداد، ولم يبق لديه سوى طفلة صغيرة فقرر أن يفديها بروحه فتوجه إلى قصر زهاك بمطرقته واستطاع التغلب عليه، ثم أوقد النيران فوق القصر وحمل شعلة بيده؛ فعرف الأهالي أنه قد انتصر، وأن هذه النيران هي مشعل الحرية وأن 21 آذار/مارس يوم ولادة جديدة دحرت الظلم، لذا فإن هذا التأريخ هو اليوم الأول من السنة الكردية الجديدة، وهو مقدس عندهم حتى يومنا هذا.
وكانت النار توقد قديما على أسطح المنازل في إشارة إلى حتمية انتصار النور على الظلام، وهي دليل على فرحة التحرر وانتزاع الحرية كما يعتقد.

اعتباره يوم دولي
تحت البند 49 من جدول الأعمال المعنون بـ “ثقافة السلام”، قامت مجموعة من الدول الأعضاء (أذربيجان وأفغانستان وألبانيا وجمهورية إيران الإسلامية وتركمانستان وتركيا وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة وطاجيكستان وقيرغيزستان وكازاخستان والهند) بتقديم مشروع القرار A/64/L.30، معنون “يوم نوروز الدولي” إلى الدورة الـ 64 للجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر فيه واعتماده.
وفي الجلسة العامة 71 المعقودة في 23 شباط/فبراير 2010، رحبت الجمعية للأمم المتحدة بإدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في 30 أيلول/سبتمبر 2009 عيد نوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
كما أن الجمعية العامة اعتمدت يوم 21 آذار/مارس بوصفه يوم نوروز الدولي، ودعت الدول الأعضاء المهتمة والأمم المتحدة، ولا سيما وكالاتها المتخصصة وصناديقها وبرامجها المعنية وبخاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، والمنظمات الدولية والإقليمية المهتمة والمنظمات غير الحكومية إلى المشاركة في المناسبات التي تنظمها الدولي التي يحتفل فيها بنوروز.
كما سُجل عيد نوروز في عام 2009 على القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بوصفه تقليد ثقافي تحتفل به الكثير من الشعوب، حيث أنه مناسبة قديمة تحدد اليوم الأول من فصل الربيع وتجدد الطبيعة.


