اكتشاف بالصدفة بفضل فلاح سوري

تقع أوغاريت في منطقة تدعى رأس شمرة شمال مدينة اللاذقية على الساحل السوري وعرفت بهذا الاسم نسبة لنبتة عطرة تعرف بـ”الشمرة”. يفسر البعض الاسم بالآرامية، ومعناه الحراسة والمراقبة، لأنه مكان عالٍ وقريب من البحر. أما تسميتها أوغاريت فهي مأخوذة من أوغارو، أي الحقل في السومرية. كما تعني الأرض الخضراء أو المزرعة (السهل). وتغطي آثار الموقع مساحة تقارب 36 هكتاراً.
تم اكتشاف موقع حضارة أوغاريت بالصدفة عن طريق فلاح سوري كان يحرث أرضه عام 1928، إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا بدأت البعثة الفرنسية عملها في الموقع في العام التالي. الجزء المكتشف من المملكة وقتها كان لا يتجاوز ربع المساحة الكلية للموقع، لكن بعد اكتشافه هربت الكثير من الآثار المكتشفة بحراً إلى متحف اللوفر في باريس خلال الاحتلال الفرنسي، وفق الموسوعة التاريخية Ancient History Encyclopedia.
الأبجدية الأوغاريتية.. أقدم أبجدية عرفها العالم
قدمت أوغاريت للعالم واحدة من أقدم الأبجديات المكتوبة في التاريخ (الأبجدية الأوغاريتية)، التي تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد. تشابه أبجدية أوغاريت في ترتيبها الأبجدية العربية مع بعض الفروق وتُدرس حالياً في 40 جامعة حول العالم.
اختصرت الأبجدية الأوغاريتية الإشارات المسمارية الكتابية من 600 إشارة إلى 30 حرفاً، ومعظم النصوص التي سُطرت بهذه اللغة هي نصوص اقتصادية وأدبية. والنسخة الأصلية من رقم فخاري بطول 5.5 سم وعرض 1.3 سم محفوظة حالياً في متحف دمشق الوطني.
هذه الأبجدية تتصل بصلة القربى بكل من اللغات الكنعانية والآرامية والعربية والعبرية التوراتية، وكلها تنتمي إلى عائلة اللغات السامية، وتنقسم هذه العائلة إلى عدد من المجموعات هي:
– السامية الشمالية الشرقية، واستخدمت في وادي الرافدين، وتضم الأكادية بلهجتيها البابلية والآشورية.
– السامية الشمالية الغربية، وتحتوي على الأوغاريتية والفينيقية والمؤابية والعبرية، وعدد آخر من اللهجات الكنعانية.
– السامية الجنوبية، وتحتوي على العربية الكلاسيكية، والعربية الجنوبية القديمة والإثيوبية.


