رموز ومعالم

إنجازات عمر أبو ريشة

اتسمت المؤلفات الأولى لعمر أبو ريشة في إنكلترا بطابع الحزن؛ فقد تعرف خلال تلك الفترة على فتاة إنكليزية اسمها نورما، وأحبها حبًا كبيرًا، ولكنه أصيب بمرض النكاف، فسهرت نورما على رعايته حتى شفائه. وبعدما شفي من المرض، قرر عمر الرجوع إلى سوريا كي يستأذن عائلته في الزواج من نورما. ولما عاد إلى إنكلترا، اكتشف أن نورما أصيبت بمرض النكاف أيضًا، غير أنها لم تنجُ منه وتوفيت بسببه.

حزن عمر كثيرًا على موتها، وخلّد قصة حبهما في قصيدة اسمها “خاتمة الحب”.

بعد هذه القصة المأساوية، حوّل عمر دراسته من الكيمياء إلى الأدب الإنجليزي، ولكنه لم يكمل الدراسة الجامعية وعاد إلى مدينة حلب، حيث تولى هناك إدارة “دار الكتب الوطنية”. وبقي عمر أبو ريشة في منصبه عدة سنوات، قبل أن يقترح بعض المسؤولين في الحكومة السورية ترشيحه لتولي بعض المناصب الدبلوماسية؛ حيث جرى تعيينه ممثلًا للحكومة السورية في البرزايل عام 1949، وبعدها بعام واحد عُيّن سفيرًا ومفوضًا هناك.

وتوالت المناصب الدبلوماسية التي شغلها عمر أبو ريشة، فعُين سفيرًا لسوريا في الأرجنتين عام 1952، وبعدها بعامين عُين سفيرًا لسوريا في الهند.

وفي عام 1959، شغل منصب سفير سوريا في النمسا، وبعدها انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح سفير سوريا هناك. وأخيرًا، عُين سفيرًا في الهند 1964 قبل أن يحال إلى التقاعد عام 1971.

 

قصته الشهيرة مع الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي

في العام 1961 عيّن عمر أبو ريشة في العاصمة واشنطن سفيراً لسوريا إلى الولايات المتحدة. الرئيس الأميركي آنذاك كان جون كيندي الذي عرف عنه ثقافته الواسعة وشغفه بالحضارات الإنسانية في دول ما وراء المحيط الذي يفصل القارة الأميركية عن دول أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.

وخلال الاجتماع الأول للشاعر أبو ريشة مع الرئيس الأميركي كيندي لتقديم أوراق اعتماده سفيراً لسوريا، سأل كيندي السفير السوري أن يحدّثه عن السوريين ويعرّفه بهم أكثر، فما كان من أبوريشة إلا أن أجابه بلهجة فطنة تمزج بين الخيال الشعري والرصانة الدبلوماسية: فخامَة الرّئيس، جدّنا السوري (يسوع المسيح) هو ربّكم يا سيّدي.

فتحت تلك العبارة الذكية التي تفوّق فيها أبو ريشة في استدعاء التاريخ ليخاطب الرئيس الأميركي خطاب الأنداد، باباً عريضاً بين الرجلين لصداقة شخصية تجاوزت حواجز الخطاب الرسمي المكرور والجامد إلى فسحة الشعر والأدب والفكر الإنساني العالمي الذي كان ملاذاً للرئيس كيندي ليستمتع بالإنصات إلى نفائسه بصوت الشاعر أبو ريشة الذي كان يحفظ الغزير من الشعر الإنجليزي ويتفنّن في إلقائه في مجلس الرئيس؛ وكان كيندي يستزيد في كل لقاء جمعهما من طلب التعرّف إلى العرب وشؤونهم ولغتهم وما اشتهروا به من أدب وبيان شعري وفنون الخطابة.

وفي واحدة من الجلسات الخاصة غير البروتوكولية، قال كيندي لعمر أبوريشة تعبيراً عن شدة إعجابه بما سمع منه من جمال القول والتعبير “أنت مبدع يا عمر، ولو كنتَ أميركياً لعيّنتك مستشاراً خاصاً لي”، فأجاب أبو ريشة بحنكته وسرعة بديهته المعهودتين “فخامة الرئيس، لو كنت أميركياً لكنتُ الآن أجلس على كرسيكَ في البيت الأبيض”.

 

 

نزعته الرومانسية وتمسكه بالشعر الكلاسيكي

يعتبر الكثير من النقاد أن شعر عمر أبو ريشة ينتمي إلى الكلاسيكية الجديدة، فقد سار على نهج الشعراء العرب القدماء في التمسك بالشعر العمودي التقليدي، والاعتماد على الصور الشعرية القديمة.

مع ذلك، لم يتمسك عمر أبو ريشة بمضمون الشعر الكلاسيكي القديم وأفكاره، وإنما استخدم الشعر العمودي للتعبير عن أفكار ومواضيع جديدة تلامس جوانب الحياة في عصره.

ومن ناحية أخرى، تميزت قصائد أبو ريشة بالنزعة الرومانسية، وهو ما يتناقض مع مضمون الشعر الكلاسيكي الذي كان يعلي من مرتبة العقل والقيم والواجب فوق المشاعر والأحاسيس.

 

https://www.youtube.com/watch?v=N7MeV4IBZB0

 

مؤلفاته وأعماله

تتنوع الأعمال الأدبية لعمر أبو ريشة بين الشعر والمسرح؛ وتتضمن قائمة أعماله الشعرية كلًا مما يلي: ديوان “شعر” الصادر في حلب عام 1936، وديوان “عمر أبو ريشة” الصادر في بيروت عام 1947، وديوان “مختارات” الصادر في بيروت عام 1959، ومجموع شعرية بعنوان “غنيت في مأتمي” عام 1971، وديوان “عمر أبو ريشة (المجلد الأول)” الصادر عن دار العودة عام 1971، ومجموعة شعرية بعنوان “أمرك يا رب” صدرت في جدة بالسعودية عام 1980.

فضلًا عن مجموعة شعرية اسمها “من وحي المرأة” صدرت في دمشق عام 1984، وديوان باللغة الإنكليزية اسمه “Roving along” صدر عن دار الكشاف عام 1959.

من ناحية ثانية، ألف عمر أبو ريشة عددًا من المسرحيات أهمها: “ذي قار”، و”سميراميس”، و”تاج محل”، و”أوبريت العذاب” بالإضافة إلى بعض الفصول المنشورة من مسرحيتي “محكمة الشعراء” و”الطوفان”، واللتين لم تُنشرا بالكامل.

https://www.youtube.com/watch?v=L943BCKz76o

وفاته في الرياض

توفي الشاعر عمر أبو ريشة، إثر إصابته بجلطة دماغية في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، يوم السبت الموافق للرابع عشر من تموز عام 1990، ونُقل جثمانه بطائرة خاصة ليدفن في مدينة حلب.

 

Arabesquee

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى