الحضارة السوريةالمدن السورية

الرقة.. معالم وقصور تروي قصة مدينة موغلة في القدم

تقع مدينة الرقة في شمال سوريا، على الضفة الشرقية لنهر الفرات، يبلغ عدد سكانها ما يزيد على 300 ألف نسمة، وتتميز بتنوعها السكاني من العرب والكرد والترك، ومهجرين من القوقاز والشيشان، إضافة إلى الأرمن.

يتحدث السكان بلهجة محلية رقاوية، وهي لهجة قريبة من اللهجة المحكية في مدينتي دير الزور والحسكة، والمدن الواقعة على ضفاف نهر الفرات.

التاريخ والنشأة

نشأت الرقة عام 244 أو 242 قبل الميلاد وسميت في البداية “كالينيكوس” نسبة إلى سلوقس الأول، مؤسس الدولة السلوقية سلوقس الأول، وأصبحت في العصر البيزنطي مركزاً اقتصادياً وعسكرياً.

وفي عام 772 ميلادي بدأ الخليفة العباسي المنصور ببناء عاصمة صيفية للدولة العباسية بالقرب من الرقة، سميت الرافقة، وتم بناء المدينة الجديدة على شكل “حدوة الفرس” بشكل مماثل للطراز المعماري في بغداد، وسرعان ما اندمجت المدينة الجديدة مع الرقة.

وبين عامي 796 و 808 اتخذها الخليفة العباسي هارون الرشيد عاصمة رديفة له، وأصبحت المدينة مركزاً علمياً وثقافياً هاماً، فاستخدمها الخلفاء العباسيين من بعده عاصمة رديفة لهم أيضاً، حتى دمرها المغول في عام 1258 كما فعلوا ببغداد.

 

المكانة العلمية

في الرقة عاش وتعلم الفلكي العربي الشهير البتاني بين عامي 858 و929 ميلادي، وهو عالم الفلك والرياضيات محمد بن جابر بن سنان البتاني، ويعد أحد نوابغ العلم في وقته، وهو ما يدل على مكانة الرقة العلمية في تلك الفترة.

أمضى البتاني معظم حياته يرصد الأجرام السماوية بمرصد الرقة أو مرصد البتاني، وحاز على لقب “بطليموس العرب” لاكتشافاته القيمة في علم الفلك والعلوم الرياضية (حساب المثلثات، والجبر والهندسة) والجغرافيا.

 

القصور والآثار فيها

وجد في مدينة الرقة الكثير من الآثار التي تعود لعصور مختلفة وحضارات كانت في شمال شرق سوريا، وأهمها أسوار المدينة التي شيدها العباسيون عام 720 ميلادية، ويبلغ امتدادها خمسة كيلومترات، ولم يتبق من أبراجها التي بلغ عددها 74 برجاً سوى ستة أبراج تم ترميمها، ويبلغ محيط كل منها بين 15 و16 متراً.

 

ومن الآثار الأخرى المهمة بالرقة، باب بغداد الذي كانت تنطلق منه القوافل متجهة من بلاد الشام إلى بغداد، وباب حرّان (أورفا في تركيا) الذي لم يبق منه سوى فتحة كبيرة في جهة الشمال في جسم السور.

كما تشتهر الرقة بالجامع العتيق (جامع المنصور) الذي له 11 قنطرة وتعلوه مئذنة شامخة. ويرتفع جدار الجامع الخارجي 110 أمتار، وعرضه 98 مترا، ويدعمه 20 برجاً.

كما وجد في مدينة الرقة قصور تاريخية أشهرها قصر البنات (القصر العباسي) الذي شيد في عهد الخليفة المنصور، والذي يقع في الجهة الشرقية الجنوبية من المدينة، ويتألف القصر من باحة مركزية تطل عليها أربعة أواوين، ويفتح في الجنوب مدخل رئيسي مرتفع يقابله في أقصى الشمال صالة خلفها حجرة وإلى جانبيها حجرتان، وتطل الصالة على باحة ورواقين.

 

الاعتماد على الزراعة

مثلت الرقة منذ القدم مركزا لجذب السكان بسبب موقعها على نهر الفرات وخصوبة سهولها، كما كانت في العصور القديمة مركزا للتبادل التجاري وتجميع المحاصيل الزراعية وتصديرها عبر الفرات، واستخدم النهر لنقل البضائع إلى الخليج العربي وبابل والهند.

وكان اعتماد السكان على الزراعات التقليدية الموسمية من حبوب وخضراوات، وبعد مكننة القطاع الزراعي، بدأت زراعة الأرز لفترة من الزمن ولكنه لم ينجح، ثم القطن الذي حقق نجاحاً وكان محصوله يباع للتجار خاصة من مدينة حلب، إضافة إلى الشمندر السكري المنتج للسكر.

Arabesquee

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى